قال أبو روق
والكلبي : كان هذا حين قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «أنا على ملة إبراهيم».
فقالت اليهود :
كيف وأنت تأكل لحوم الإبل وألبانها ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «كان ذلك حلالا لإبراهيم فنحن نحلّه» [٨١] [١] فقالت اليهود
: كل شيء أصبحنا اليوم نحرّمه فإنّه كان محرّما على نوح وإبراهيم هاجرا حتى انتهى
إلينا ، فأنزل الله تعالى تكذيبا لهم : (كُلُّ الطَّعامِ) المحلل لكم اليوم (كانَ حِلًّا لِبَنِي
إِسْرائِيلَ).
(إِلَّا ما حَرَّمَ
إِسْرائِيلُ) وهو يعقوب (عَلى نَفْسِهِ مِنْ
قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْراةُ).
واختلف
المفسّرون في ذلك الطعام ، فقال ابن عباس ومجاهد وقتادة والضحاك والسدي وأبو مجلز
: هي العروق وكان [سبب] ذلك أنّ يعقوب عليهالسلام اشتكى عرق النساء ، وكان أصل وجعه ذلك ، ما روى جويبر
ومقاتل عن الضحاك أنّ يعقوب بن إسحاق كان قد نذر إن وهب الله له اثني عشر ولدا
وأتى بيت المقدس صحيحا أن يذبح آخرهم ، فتلقّاه ملك من الملائكة فقال له : يا
يعقوب إنّك رجل قوي ، هل لك في الصراع؟ فعالجه فلم يصرع واحد منهما صاحبه ، ثم
غمزه الملك غمزة فعرض له عرق النساء من ذلك ، ثم قال : أما أنّي لو شئت أن أصرعك
لفعلت ، ولكن غمزتك هذه الغمزة لأنّك قد كنت نذرت إن أتيت بيت المقدس صحيحا ذبحت
آخر ولدك ، وجعل الله لك بهذه الغمزة مخرجا ، فلمّا قدمها يعقوب أراد ذبح ابنه
ونسي قول الملك ، فأتاه الملك فقال : أنا غمزتك هذه الغمزة للمخرج وقد وفي نذرك
فلا سبيل لك إلى ولدك.